السبت، 29 مارس 2008

أصول الشيوعية





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضل فلا هادي له .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد :

فقد بعث الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم في وقت نظر الله فيه إلى الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب .. فأرسله الله تعالى بشيرا ونذيرا إلى الناس كافة ليخرج الناس من الظلمات إلى النور .. ويحررهم من عبادة العبادة إلى عبادة رب العباد ومن أتباع الشهوات الدنيئة إلى أتباع نور من الله وكتاب مبين .. فأنار الله به الكون بأكمله وأقام به راية الإسلام وبدد به قوى الكفر والفسوق والعصيان .. وظلت دولة الإسلام هكذا شامخة ظاهرة قاهرة لكل من حاول ظلم نفسه والبعد عن المنهج الرباني السليم .. ظلت الخلافة فترة من الزمان تناهز الأربعة عشر قرنا ظلت فيها حائطا وسدا منيعا لكل الدعوات والنعرات الجاهلية التي لم يعرف المسلمون لها أصلا قبل ذلك .. فلما سقطت الخلافة وتفرقت الأمة وتداعى الأكلة إليها دخلت أفكار واعتقادات غريبة .. وهي وإن كانت لا تنتشر بين الناس بفضل الله ولولا تبني الحكومات لها ما سمعنا عنها أبدا إلا أننا يجب أن لا نغفل هذه الدعوات فيجب طان نعلم ماهيتها من باب

عـــرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيــه

ومن لا يعلم الشر من الخير يقع فيه


وكانت من ضمن هذه الدعوات المستوردة الشيوعية !!! .... وقبل أن نتكلم عن أفكارها وتاريخها ومبادئها يجب أن نتكلم عن ماهيتها ومعناها ومجمل أفكارها ومؤسسيها .. فهيا بنا لنعرف :

تفسير الشيوعية


كلمة الشيوعية أصلها في اللغة من المشاع
وحركة الشيوعية الماركسية هي حركة قامت في نهاية القرن الثامن عشر هدفها يرمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدّراته لصالح أفراد المجتمع بالتساوي ولا يمتاز فرد عن آخر بالمزايا التي تعود على المجتمع ويعتبر كارل ماركس هو الأب الروحي لها ... وهي في الأساس تقوم على الإلحاد وأن المادة هي أساس كل شئ

والحقيقة أن الذين يريدون أسلمة الشيوعية ينكرون هذا القول بشدة مع أنه وبمراجعة أقوال لينين أو ماركس نجد أن هذه الحقيقة ظاهرة

ففي بيان ماركس الأول يقول { لكن الدين والأخلاق والفلسفة وعلم السياسة والقانون قد قامت دوماً بالحفاظ على نفسها وسط ذلك التغيير ، وعـــدا ذلك هناك حقائق ثابتة مثل مفاهيم الحرية والعدالة .... إلى آخره تشترك فيها كافة مراحل تطور المجتمع ، لكن الشيوعية تقضي على الحقائق الثابتة وتقضي على الدين وتقضي على الأخلاق ، بدل أن ترسي هذه المفاهيم على قواعد جديدة ، وعليه فإنها تتخذ وجهة سير تناقض كافة التجارب التأريخيه السابقة } .. فهو في مقولته يقول أن الشيوعية يجب أن تقضي على الدين .. والكلام واضح جدا لا يحتاج إلى بيان وتفسير .. ومن هذه الفكر تولد قول لينين الذي يقول فيه { الدين هو أفيون الشعوب وهو نوع من الخمر الروحية يغرق فيها عبيد الرأسمالية صورتهم الإنسانية والبحث عن الله لا فائدة فيه , ومن العبث البحث عن شئ لا وجود له , لابد من محاربة الدين هذا هو لب الماركسية وينبغي أن نعرف كيف نحارب الدين }

هذا بالإضافة إلى محاربة كل القيم الثابتة الموجودة لا أقول عند البشر فقط ولكن حتى عند الحيوانات فهو يطلب أن تكون المرأة مشاع وهذا يتجلى في قول ماركس { يرى البرجوازي في زوجته مجرد آلة انتاج وليس هناك ماهو اكثر مهزله من استخفاف البرجوازيين خلقياً بموقف الشيوعيين الداعي الى تحويل المرأة الى مشاع ، بصورة علنية ورسميه، لاحاجة للشيوعيين باستحداث مشاع المرأة وتبنيه فهذا نظام سارٍ منذ فجر التأريخ } فانظروا إلى قلب الموازين !!! اصبح فعل الفاحشة هو الموقف السليم والإستعفاف هو المهزلة والاستخفاف !!!!!!


العجيب من يأتي بعد ذلك ويقول أن الشيوعية لا تقوم على الإلحاد فأنا أحسبه أنه إما جاهل بهذا الأمر أو يعلم ولكن يريد أن يلبث على الناس

فالخلاصة أن الشيوعية تدعي أنها حركة لأخذ حقوق البروليتارية ( الطبقة العاملة ) من البرجوازية ( أصحاب رؤوس الأموال ) وهذا هو قولهم .. ومن أجل هذا المطلب أنكروا كثير من المسلمات المعلومة عند جميع البشر .. وعلى رأس هذه المسلمات وجود خالق لهذا الكون يحكم ويشرع ويقضي بين عباده

ويعتبر كارل ماركس( 1818-1883م) هو الأب الروحي لهذه الحركة وساعده على نشر أفكاره الألماني فريدريك إنجلز ... فالاثنان هما واضعي النظرية الشيوعية .. أما من نفذها وقام بأول ثورة شيوعية وحكم بها فهو فلاديمير لينين الذي قام حكمه على الظلم وسفك الدماء وسياسة الحديد والنار .. وقد ذاق المسلمون من مغبة حكمه الويلات الكثيرة .. وكان هذا الرجل سفاح بمعنى الكلمة إذ تفيد الأرقام أن في عهده فقط قتل من المسلمين ثمانية ملايين مسلم ومن بعده قتل خليفته ستالين عشرين مليون مسلم .. فالله المستعان


وقد أثبتت النظرية الماركسية فشلا ذريعا بالتجربة .. فمن أشهر الأمثلة على تطبيق المنهج الماركسي هو الإتحاد السوفيتي والصين وبعض دول أمريكا الجنوبية .. فلا أعلم لماذا يصر أتباع الماركسية على التمسك بها

على العموم هذا ما سنناقشه في المواضيع القادمة إن شاء الله .. ونرى مدى تعارض الشيوعية مع الإسلام !! ونرى حجم الدمار وسفك الدماء على يد الشيوعية عامة وعلى المسلمين خاصة

فإلى لقاء آخر إن شاء الله

الثلاثاء، 18 مارس 2008

إلى عبادة رب العباد





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ... ثم أما بعد :

فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق الخلق عبثا ولن يتركهم سدى ... بل اخلقهم لأمر عظيم وهيئهم لأمر جسيم .. أمر من أجله قامت السموات والأرض ... أمر من أجله أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ... أمر عرض على السموات والأرض والجبال أن يحملنه فأبينه فحمله الإنسان ... أمر لأجله سيقوم يوم مقداره كخمسين ألف سنة يحاسب الناس على أساسه ... وبسببه يقسم الناس إلى فريقين ففريق في الجنة وفريق في السعير

هل عرفتموه ؟؟؟ ... نعم أنا متأكد أنك عرفته !!! .... لأن هذا الأمر هو سبب وجودك على هذه البسيطة تأكل وتشرب وتنام لأجل إقامة هذا الأمر ... نعم إنه سبب وجودك !!! ... فهل ياترى تعرف سبب وجودك وخلقك ؟؟؟ ... نعم هل تعرف ؟؟؟ ... لا لا انتظر !! ... لقد سآتي لك بالإجابة من خالقك .. ولا ينبئك مثل خبير ... يقول رب العزة جل وعلا "
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون " ... أرأيت ؟؟ ألم أقل لك إنه لا ينبئك مثل خبير ؟؟ وظيفتك وسبب خلقك يتلخص في كلمتين " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ... لا تعاجلني بالاعتراض !! انتظر قليلا .. رويدك علي ... أعطني فرصة اشرح لك الأمر!! ... إن الله تبارك وتعالى لما خلق أبينا آدم عليه السلام وزوجه أمرهما أن يعمرا الأرض بعبادة الله تعالى وعلى هذا الأمر أخذ منه العهد ومن ذريته من بعده .. قال تعالى " وإذ أخذ ربك من بني آدم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا بلى شهدنا " ... وظل آدم عليه السلام على عبادة الله تعالى وذريته من بعده إلى ما شاء الله تعالى إلى أن بعد العهد والزمان عن مشكاة النبوة ومبتدأ الرسالة والخلق ... فحينئذ بدأت المعركة !!! ... معركة حامية ضارية لم تهدأ يوم من الدهر ... وسنة الله ماضية لا بد أن تمضي " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين " .. " ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم" .. فالمعركة المشتعلة الآن لم تكن وليدة الوقت ولا الأمس ولم تبدأ مع مبعث نبينا صلى الله عليه وسلم ... لا . بل هي قديمة !! قديمة جدا !!! بدايتها في الحقيقة هي بداية الخلق ... فقسم يقوده النبيون والمرسلون .. يقودون البشرية إلى إقامة الوظيفة التي من أجلها خلقوا ... يقودونهم إلى معرفة سبب وجودهم على هذه البسيطة ... يعرفونهم سبب بشريتهم وسبب رقيهم عن الأنعام ... نعم فما الفرق بين الإنسان وبين الأنعام ؟؟؟ ... فالإنسان يأكل والأنعام تأكل .. الإنسان يشرب والأنعام تشرب ... الإنسان ينكح والأنعام تتناكح ... الإنسان لديه رسالة وجعله الله خليفة في الأرض ليعمرها بطاعته والأنعام وظيفتها فقط ما سبق من الأكل والشرب والتناكح ... إذن فالفرق بين الإنسان والأنعام هو في عبادة الله !! .. إذن فسبب رقي الإنسان عن الأنعام في الحقيقة هو عبادة الله وإقامة شرعه .. ولذلك وصف رب العزة جل وعلا الذين لا يعرفون الله تعالى " أولئك كالأنعام بل هم أضل " ... فإذن لا نتفاجأ أبدا حينما يأتي إنسان لا يعرف قدره ولا يعرف وظيفته فيقول إن الإنسان أصله قرد ؟!!! ... فهو أصلا يرى أن الفرق بينه وبين القرد ليس كبير ولا فرق بينه وبين القرد إلا أن الإنسان حيوان متكلم ؟!! .. لا عجب أبدا في هذا !!! ... ولذلك بعث الله الرسل لإخراج هذه الشرذمة من الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ... فهؤلاء هم قادة القسم الأول من الناس ... سلسة متصلة وأمة واحدة منهجها واحد وربها واحد ... منهجها الإسلام وربها هو الله تعالى رب العزة خالق الكون ومنشئه ... أما القسم الثاني فهو قسم قد أخذ على نفسه العهد والميثاق أن يحارب القسم الأول ويقف له بالمرصاد فإنهم وإن اختلفوا في الأيدلوجيات والمناهج والأفكار والأشكال والألوان واللغات إلا أنهم اجتمعوا على هدف واحد وهو القضاء على القسم الأول ... لماذا ؟ لأن وجود القسم الأول يهدد وجودهم ... لا لا !!! ارمي وراء ظهرك هذه الشعارات والنعرات بحرية الرأي والاعتقاد .. نعم هم لديهم حرية عندما يعلو صوت ينادي بالكفر والضلال أما أن يعلو صوت الحق الذي يهدم قواعد كفرهم وضلالهم فلا وألف لا .. تجد التهم تخترع في الحال " عدم تقبل الآخر" .. " الإرهاب الفكري " .. " التشدد والتنطع " .. أي تهم !! المهم هو تبرير عدم استماعهم لكلام الحق والانقياد له ... ولكن هيهات !! فإن الحق أبلج والباطل لجلج ... الحق عليه نور يعلمه ويراه من يرد الله به خيرا ... والباطل عليه ظلام يغرق فيه من أظلم قلبه أولا فعمي عن الإبصار فلا يرى ما هو مقبل عليه الظلام الدامس ... وهكذا كانت هذه المعركة مشتعلة ولا تزال مشتعلة وستظل مشتعلة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ... فإن كان البض قد فسر التاريخ على أنه صراع بين الطبقات فنحن نفسر التاريخ على أنه " صراع بين الحق والباطل " ... وإن شاء الله ستكون الغلبة للحق ... فهيا بنا في هذه الصفحات نخرج من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديام إلى عدل الإسلام